إن معاناة قاسية التي عاشها الشعب العراقي أدت لامحالة الى غياب كثير من معاني الانتماء الوطني للفرد العراقي، وضعف أو انعدام الارتباط بين كثير من العراقيين وبين أرضهم وشعبهم وقيمهم.. مما جعل غالبية عظمى لاتتردد في ترك الوطن اذا توفرت لهم فرص الهجرة دون أن يلتفتوا لما ستخلفه مثل هذه الهجرة من آثار سلبية عليهم وعلى وطنهم.. بينما انجرف آخرون تحت وطئة ضعف الانتماء الديني والوطني الى الارتماء في مخططات المحتل بحسن أو بسوء نية، وعدم الاكتراث بحجم التدمير الذي أصاب وسيصيب الوطن من جراء أعمالهم.وفي الوقت الذي انحاز فيه البعض في مجتمعنا للعمل مع المحتل وتنفيذ أجندته، انحاز البعض الآخر لحالة من السلبية وعدم الاكتراث، وللانتظار والترقب، دون أن تكون هناك مبادرات فردية أو جماعية بعيدة عن الأطر الحزبية الضيقة والممقوتة من قبل الجمهور الأكبر من الشارع العراقي.. ففي الوقت الذي تسعى فيه قوى كثيرة تكالبت لتخريب الوطن بصورة منهجية متواصلة وتدمير بناه التحتية، تجلس أعدادا كبيرة في وضع المتفرج على الحدث، ثم تصبح في وضع المتلقي للضربات الموجعة سواء كانت أمنية أم اقتصادية أم صحية..في ظل هذه الصورة القاتمة، ينطلق (ملتقى أبناء الموصل) ليصنع نموذجا مختلفا في عالم المبادرات الفردية التي تفهم واقعها فهما جيدا وتنطلق من داخله لتقدم شيئا، لتقف بوجه التخريب من خلال الاصلاح رافعا شعار (إن أريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله)، وليدفع حالة اليأس بمبادرات تصنع الامل، ولتقاوم التخاذل والتكاسل بالكلمة الصادقة والوعي الصحيح والبرنامج الهادف.إن الأمل الوحيد لنهوض العراق من جديد كدولة وكمجتمع حضاري يكمن في تأصل هوية الانتماء الوطني لدى أبناءه على النحو الذي يدفعهم للعطاء والتضحية والفداء، وللتفكير المتواصل والرغبة العارمة في التغيير نحو الأفضل، ولاتقان العمل والوقوف بوجه كافة المظاهر السيئة والسلبية التي تؤخر النهوض الذي نصبوا اليه جميعاً.(ملتقى ابناء الموصل)، نريد له أن يكون الترجمة العملية الميدانية لهذا الطموح الواسع، من خلال برامجه العملية المدروسة والتي تنطلق بالدرجة الرئيسية من المنطلقات التالية:
1. أن ينطلق من جمهوره ويعول عليهم في نجاحه وتقدمه، فالملتقى بهم يقوم ولهم يسعى.
2. أن يهدف مشاريعه الى خدمة المواطن وإشعاره أن تظافر الجهود المتواضعة كفيل بتقديم الحلول
3. أن يتصف بالوضوح التام أمام جمهوره، والصراحة التامة في طرحه، والصرامة في التمسك بثوابته الوطنية والمبدأية، مع المرونة الكبيرة في تأدية مهامه.
الملفات الميدانية: لكي ينجح الملتقى في حيازة ثقة جمهوره يجب أن يعالج في أطروحاته عددا من الملفات ذات الصلة المباشرة بهموم المواطن العراقي، وهي الملفات المتعلقة بـ (الصحة، التعليم، الأمن، الوظائف)، وفيما يلي أمثلة لما يمكن اقتراحه عمليا:
1. الجانب الصحي:
ا. حملات التوعية الصحية عن طريق طباعة نشرات التوعية المتعلقة بالصحة العامة (ضغط الدم، السكري، تعقيم المياه والأطعمة، الأوبئة...).
ب. تنظيم دورات الاسعافات الأولية
ج. البحث عن وسائل لحل مشكلة غياب عقاقير مهمة
2. التعليم:
ا.التعليم الابتدائي والثانوي: تفقد أوضاع المدارس في ظل فقدان المستلزمات الأساسية للتعليم. إدخال مفاهيم مهمة في التكافل بين المدرسة وأولياء الأمور.
ب. التعليم الجامعي: بحث وتطوير فكرة الملتقيات الطلابية
ج. تطوير فكرة الدورات لتنمية المهارات بأجور رمزية في مجالات متنوعة تهم المواطن/المواطنة (حاسوب، خياطة، إدارة، لغات).
الأحد، 26 أبريل 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)